جريمة السيدة هـ
79,00 EGP
عادة ما تشي عتبة العنوان، بصفة عامة، بمضمون النص الإبداعي، وتستبق الإيحاء بخطوطه العريضة. وهذا الأمر ينطبق على ” ح و ج ن ” للروائي المبدع إبراهيم عباس، فهو عنوان يوحي قبل الشروع في قراءة العمل بطبيعة النماذج البشرية التي سيستحضرها الروائي في هذه القصة؛ إذ أن منطوق هذا العنوان يفترض ضمن ما يفترضه من إيحاءات أن عالم القصة لا يتطابق مع الزمن الأرضي ويدور في فضاء فوق واقعي، ينتمي إلى المتخيل الغرائبي، وإلى حقل الغيبيات أكثر مما ينتمي إلى الواقع ووقائعه المادية.
تقول الرواية قصة حوجن : “أنا حوجن .. حوجن بن ميحال الفيحي. والدتي الزهراء إبنة الشيخ إلياسين النفري.. شاب لا أزال في بدايات التسعين من عمري .. سأحكي لكم قصتي .. قصتي التي لم تبدأ بالفعل إلا منذ بضع سنوات .. مع سوسن .. الإنسية (…) حالي حال أي جنّي، ولو أن أمي تبالغ أحياناً في تدليلي والتغزل في جمالي فأنا وحيدها المدلل. لا تسألوني عن التفاصيل، فقد فشلنا وفشلتم طوال آلاف السنين في نقلها بدقة إلى مخيلتكم (…) فنحن مثلكم تماماً نأكل ونشرب وننام ونفرح ونحزن ونتزوج وننجب و ..نحب!” فهل أراد الروائي أن يقيم علاقة جدلية متعددة الجوانب بين ما هو متخيل وما هو واقعي، حيث ينتقل من الواقع المرفوض (الحاضر) بحثاً عن واقع آخر بديل (غرائبي) فيه متسع لكثير من القيم الإنسانية المفقودة في عالمنا، ولتشكل هذه القيم المفقودة (الحب) ، (التسامح) ، (الأخوة) ، (الصدق) ، (الخير) ، نقط ضوء بارقة في هذا النفق المظلم الذي يحاول إبراهيم عباس الإيحاء إلى مظاهره، وتجلياته، وعلاماته البارزة في ثنايا “حوجن”؟
Only 2 left in stock
Reviews
There are no reviews yet.